كيف تتعاملين مع طفلك عندما ترين ألعابه منتشرة حولك في كلّ مكان في غرفة المعيشة، وحين يرفض هذا الطفل أن يرتّب غرفته عندما يترك ثيابه مرمية،
أو أحذيته أو ملابسه المتسخة؟
هذا السيناريو يتكرّر يوميًّا في عائلات كثيرة، ويمثّل شغلًا شاغلًا للأهل، وخطرًا بنوبات الأعصاب ومصدرًا للإشكالات ومناوشات لا تتوقّف. إذًا، كيف تعلّمين طفلك كيف يرتّب أغراضه؟
تعليمه منذ سنّ صغيرة:
فالطفل ليس أبدًا صغيرًا على المساعدة. ومنذ سنّ صغيرة جدًا، يجب أن تسندي إليه أعمالًا بمتناول سنّه، وأن تعلّميه كيف يحترم النظافة، كما أغراضه ومساحات الآخرين معه في المنـزل.
كيف تحقّقين هذا الأمر؟
- منذ الصغر، يجب أن تصرّي على أن يرتّب دُماه المحشوة وألعابه. رتّبي روتينًا يوميًا بالأمر، واجعليه قبل أن يخلد إلى النوم مثلًا.
- دعيه يرى أكثر من مرّة كيف يجب عليه أن يقوم بالترتيب.
- راقبيه وأشرفي على عمله.
- شجّعيه، ولكن إياك أن تنهي أنت ترتيب المكان (سيفهم بسرعة بهذه الطريقة).
- لا تصدري الأوامر. أكملي معه بهدوء ولطف، كما ولو أن الأمر لعبة، أو جزء من الغميضة.
- ضعي صندوقًا للألعاب في غرفته أو محتويات توضيب على مستوى طوله، مع رسوم صغيرة عليها أو ألوان مختلفة بحسب الاستخدام: أحمر للسيارات الصغيرة، وأزرق للدُمى المحشوة، وأخضر لمكعبات التركيب.
- هنّئيه، كافئيه، شجّعيه و ادعميه.
أسندي إليه المسؤوليات:
في سنّ السادسة تقريبًا، عندما يدخل إلى الصف الأول، سيكون الوضع أكثر سهولة عليك لتسندي إليه المهمّات المناسبة لسنّه.
الترتيب الذي يجب أن يتبعه:
- أظهري الأمر له وكأنه مهمّة شديدة الأهمية. أظهري له أنّك تثقين به، وأنّك لا تشكّين في أنّه سينجح بما سيفعله.
- اطلبي منه أن يرتّب غرفته مرّة واحدة في الأسبوع. حدّدي له يومًا محددًا، ولا شك يجب أن تكرّريه في اليوم التالي.
- قد لا تكون الحماسة سيّد الموقف: فما من أحد يحبّ التوضيب وخاصة الأطفال.
- ساعديه في أوّل الأمر، ولكن من دون أن تقومي بأيّ شيء عنه لإنها الأمر أسرع. اشرحي له وبوضوح ماذا تريدين: فالتوضيب لا يعني أن يخفي ألعابه عبر تكديسها في الخزانة.
- حين يوضّب طفلك غرفته، اهتمّي أنت بغرفتك، الأمر الذي سيشجّعه على أن يعدّك قدوة ومثالًا. ادعميه من وقت إلى آخر، حيث يمكنك أن تجملي هذه الأوقات من خلال إسماعه أغاني يحبّها.
- لا تكوني بخيلة في تهنئتك له، وامنحيه وقتًا للعب أيضًا.
في حال المراهقين:
المراهقة هي فترة يسيطر فيها الارتباك على عقل الأولاد، فيشعرون بالقليل من عدم الانتظام، ويسبّبون بعض المشاكل.
السلوك الذي يجب اعتماده:
- يمكنك أن تغضّي النظر عن بعض الأمور، ولكن مع الحفاظ على حدّ أدنى من النظافة والترتيب وتوضيب الملابس المتّسخة في السلّة المخصّصة...
- لا تقرري أن تجري حملة تنظيف كبيرة وصارمة من دون موافقته: إذ إنّه سيكره فكرة أن تخرقي مخطّطاته وغرفته وكلّ ما يخصه. احترمي عالمه لأنّه أمر ضروري، ولكن يجب أن يلتزم بمستوى النظافة بحده الأدنى.
لكلّ دوره
لا يمتلك الجميع المبدأ نفسه عن النظافة والترتيب. فللبعض، يمكن اعتبار شيء معيّن مرتّبًا، فيما لن يعتبره البعض كذلك، وهو أمر من شأنه أن يسبّب مشاكل عائلية فعلية.
نصائح:
- حدّدي دور كلّ فرد في العائلة، والمسؤولية التي ستسندينها له.
- ابحثوا معًا عن حلول عمليّة، فقد يرغب الطفل بالعمل بطريقة أخرى.
- لا تفرطي في ممارسة الترتيب، يجب ألّا يتحوّل الأمر إلى وضعية هوس.
- كوني القدوة لطفلك في هذه الأمور.
- كافئي طفلك حين يبادر هو إلى الترتيب.